## لماذا نكره صورنا؟ رحلة في أعماق النفس البشرية
من منا لم يمر بتجربة النظر إلى صورة التقطت له
مؤخرًا، ليُصاب بالصدمة من انعكاس مظهره عليها؟ تلك اللقطة التي تبدو غريبة وغير
مألوفة، قد تُثير مشاعر مختلطة من النفور والاستغراب، تُصيبنا باحباط مؤقت، وتُشعل
شعلة من كراهية الذات، وربما تُثير تساؤلات ملحة حول سبب ذلك الشعور الغريب.
## لماذا نكره صورنا؟ رحلة في أعماق النفس البشرية |
سنخوض رحلة في أعماق النفس البشرية، لِفهم
الأسباب الكامنة وراء هذا النفور من الصور، ونُسلّط الضوء على العوامل النفسية
والاجتماعية التي تساهم في تشكيل ردة فعلنا تجاه مظهرنا في الصور الشخصية.
**نفسية المرآة عالم مختلف**
المرآة هي رفيقة دودنا، تُصوّر لنا انعكاسًا مُقلوبًا من اليمين إلى اليسار، صورة اعتدنا رؤيتها يوميًا. هذا التكرار المستمر، يؤدي إلى شعور بالراحة والتأقلم مع مظهرنا في المرآة.
- بينما تُقدم الصور الشخصية صورة "حقيقية" غير مألوفة
- غير متوافقة مع تلك الصورة التي اعتدنا عليها.
**تأثير التعرض المحض عيون مُتَأقلمة**
تُشير نظرية تأثير التعرض المحض إلى أننا نميل
إلى تفضيل الأشياء التي نتعرض لها بصورة متكررة. فكلما زاد تعرضنا لشيء ما، كلمازادت راحة شعورنا تجاهه.
- تُطبق هذه النظرية على الصور
- حيث نعتاد على رؤية انعكاسنا في المرآة أكثر من صورنا الفوتوغرافية.
- وعندما نرى أنفسنا في الصور
- نفاجأ بشكلاً جديدًا غير مُألوف، مما يُثير شعورًا بالارتباك والنفور.
**النظرة الذاتية صورة مثالية**
غالبًا
ما نبالغ في تقدير مظهرنا، ونرى أنفسنا أكثر جاذبية مما نحن عليه في الواقع. هذه
النظرة الذاتية المثالية تُصوّر لنا صورة مُعزّزة للذات، تتعارض مع صورة "واقعية"
تُظهرها الصور الشخصية.
**أضواء المسرح شعور بالخجل**
عندما نكون تحت الأضواء، نشعر بتزايد الوعي
بالذات، ونركز على تفاصيل مظهرنا، مما يُثير مشاعر الخجل والقلق.
- فالأضواء الساطعة في استوديو التصوير
- أو حتى ضوء الشمس القوي في صور السيلفي
- تُسلط الضوء على عيوبنا بشكلٍ مُبالغ فيه
- مما يجعلنا نشعر بتوتر شديد ونفورٍ من الصور التي تُظهرنا في هذه الظروف.
**نفسية المقارنة الشعور بالفقدان**
من الطبيعي أن نُقارن أنفسنا بالآخرين، خاصةً
على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُعرض صور مُعدّلة ومثالية لأشخاص يُبدون رائعًا.
- هذه المقارنة تُثير شعورًا بالفقدان وفقدان الثقة بالذات
- ونشعر بأن صورنا لا ترقى إلى المستوى الذي نراه عند الآخرين.
**التصحيح الافتراضي عالم "الفوتوشوب"**
عالم الصور مُليء بالتطبيقات التي تُمكّننا من
تعديل مظهرنا وتجميله بشكلٍ كبير. تُستخدم
هذه التقنية لتغيير حجم الأنف، تصغير الذقن، إخفاء العيوب، وتكبير العيون.
- بينما تُساهم هذه التقنية في جعل الصور تبدو أكثر جاذبية
- تُثير في الوقت نفسه شعورًا بالقلق والحيرة
- فمن الصعب التمييز بين الواقع والصور المُعدّلة
- مما يُثير تساؤلات حول هوية "الذات الحقيقية" في الصور.
**كيف نتغلب على نفورنا من الصور؟**
1. **تعلم مهارة التصوير:** تعلّم مهارات التصوير، مثل اختيار زوايا
مناسبة، اللعب بالضوء والظل، التعرف على تعابير الوجه الملائمة، يمكن أن يُساهم في تحسين مظهرنا في الصور ويساعدنا على الشعور بالرضا عن النتائج.
2. **التعرض المتكرر:** مُشاركة
صور أكثر لنفسنا على وسائل التواصل
الاجتماعي، وإظهار الصور لِأصدقاء
مُقرّبين يساعدنا على الشعور
بالراحة والقبول لمظهرنا الحقيقي، ودمج
الطبيعي مع "غير الطبيعي" في عقولنا.
3. **التركيز على الذات:** من المهم
أن نُدرك أن مظهرنا
في الصور ليس
سوى جزء صغير
من مجمل هويتنا.
تركيزنا على الصفات الإيجابية
في شخصيتنا، وإنجازاتنا،
ومشاعرنا يساعدنا على
التغلب على النفور
من الصور والتركيز
على قيمة وجودنا.
4. **القبول والرضا:** من
المهم أن نُدرك
أن الجمال يُعبر
عن مُختلف الأشكال
والألوان. قبولنا لمظهرنا
الحقيقي يساعدنا على
الشعور بالرضا عن
أنفسنا والتخلص من
الشعور بالحاجة لِتعديل
مظهرنا بشكل مستمر.
**ختامًا**
تُعدّ كراهية الصور ظاهرة
نفسية اجتماعية معقدة
، تُعبر عن
صراعات الذات والتوق
لِلتصوير المثالي.
فهم الأساس
النفسية لِهذا الشعور
يساعدنا على إيجاد طرق
لِلتعامل معه، ونُدرك
أن الصور لا
تُمثّل حقيقة الوجود،
وان الجمال يُوجد
في مُختلف أشكاله
ولوناته.